لماذا تحلق بعض الطيور في عين العاصفة والأعاصير؟

ما هي الطيور البحرية؟

تتميز الطيور البحرية بالعديد من الخصائص؛ يستغرقون وقتًا أطول حتى ينضجوا، ويتكاثرون بمعدلات أقل. ومع ذلك، لديهم أيضًا عمر أطول من معظم الطيور (يمكن أن تعيش طيور مياه القص حتى 40 عامًا). كل هذه الخصائص تطورت لأن الطيور البحرية السطحية تقضي معظم حياتها في البحر. تظهر الأبحاث أن طيور القص يمكن أن تقضي ما يصل إلى 15 يومًا في البحر!

لكن المحيط لا يخلو من المخاطر والصعوبات، من الحيوانات المفترسة والظروف الصعبة إلى العواصف المتكررة.

هذه العواصف ليست مجرد أمطار غزيرة تستمتع بها بينما تجلس على نافذتك مع فنجان شاي أو قهوة! إنما ما يحدث في البحر هي أعاصير واسعة النطاق، وتتسبب بخسائر بملايين الدولارات إن زحفت إلى اليابسة معرضةَ حياة الآلاف للخطر.

الشيء المثير للاهتمام حول الإعصار هو هيكله. تكون الرياح عند الحواف بطيئة نسبيًا، بينما تشتد كلما تقدمت نحو المنتصف، بحيث تزداد بشكل كبير. بعد ذلك، يحدث الأمر الأغرب على الإطلاق! في منتصف العاصفة أو ما نسميه عين العاصفة تمامًا، تكون الرياح أقرب إلى السكون!

تتشكل الأعاصير فوق مناطق الماء الساخن بالقرب من خط الاستواء. هذه العواصف مدمرة للغاية ويمكن أن تتراوح سرعة الرياح فيها من 119 كم في الساعة إلى 252 كم في الساعة.

تعتبر هذه الرياح الأخطر على حياة الطيور البحرية التي تعيش عادةً فوق البحار. ولهذه الطيور تكنيك خاص للنجاة!

النجاة من الموت بالتحليق في عين العاصفة

العديد من الطرق متاحة أمام الطيور البحرية للنجاة من العواصف، والأسهل كما يبدو أن أن تحلّق بعيدًا عنها، وتنحرف عن مسارها المعتاد بما يصل إلى 600 كليو متر.

من ناحيةٍ أخرى، فإن بعض الطيور البحرية، كطيور القص، لها قصة مختلفة. فإن كانت الرياح قوية للغاية، تسلك هذه الطيور مسارًا يجعلها في عين العاصفة.

في البداية، ظن العلماء أن تصرف الطيور بهذه الطريقة يساعدها على التحليق دون بذل مجهود معتمدين على حركة الرياح القوية للطيران. لكن بعد عدة تحليلات، وُجد أن الطيور لا تحلق وسط العاصفة إلا إن حملتهم بعيدًا عن الأرض، ولا يوجد ما تصطدم به. ما يعني أنها تتصرف بهذا السلوك الغريب زيادةً في أمانهم عبر أخذ الاحتياطات لتجنب الانجراف في العاصفة والموت.



االمصدر